محتوى

تغطية قضايا الفقر صحفيًّا.. ماذا يجب عليك فعله وتجنّبه؟

إعداد: فريق دار الإعلام العربية

تعتبر تغطية قضايا المتعلقة بالطبقات الفقيرة، أو الأحياء الفقيرة من الموضوعات الشائكة خاصّة فيما يتعلّق بالنطاق الأخلاقي للتغطيات الصحفية.

ونشر موقع «مصادر الصحفي» ورقة نصائح منقولة عن هيدز براينت، مؤسسة Project Facet، وأيضًا من دينيس أوردواي، الصحفية الأميركية التي وصلت إلى نهائيات جائزة بوليتزر.

وتهدف ورقة النصائح تلك إلى مساعدة غرف الأخبار على القيام بعمل أفضل؛ لتغطية الفقر والأشخاص ذوي الموارد المحدودة.

أنشأ براينت وأوردواي معًا ورقة النصائح هذه لجعل الصحفيين يفكرون بشكل أعمق حول كيفية اختيار القصص وتغطيتها، ومن هو جمهورهم؟، وكيف يمكن للممارسات الصحفية الحالية أن تحد من قدرة الأفراد ذوي الدخل المنخفض على الوصول إلى الأخبار؟.

ثلاثة أنواع

دأب الصحفيون على تصوير الأشخاص الذين يعانون من الفقر كواحد من ثلاثة أنواع من الشخصيات كـ: ضحية، أو مجرم، أو استثناء.

وبشكل عام، تميل التغطية الإخبارية إلى استبعاد الأشخاص الذين يعانون من صعوبات اقتصادية، كما لو أنهم لا يشاركون في نفس النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مثل أي شخص آخر، كما تقول براينت.

وعن كيفية معالجة تلك النقطة، تنصح الصحفيتان أن يبحث الصحفي عن المصادر التي تعاني من الفقر بسبب جميع الأسباب، مثلما يفعل المراسل الذي يبحث عن مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الأقليات العرقية والجنسية، ومحاولة دمج آراء وتجاربهم، فكما تقول براينت «لا يوجد الفقر في فراغ».

بيانات عامّة

يقول أودواي إنَّ الصحفيين غالبًا يدلون ببياناتٍ تشير إلى أنَّ عملهم لا يُقصد به أن يقرأه أو يشاهده أو يسمعه أشخاص ذوو إمكانيات محدودة.

واستشهد بمثالٍ على ذلك بقوله: «عندما يقول أحد المراسلين أو يشير ضمنيًا إلى أن الجميع متحمس لمنتج جديد باهظ الثمن، أو أن الزيادة الصغيرة في سعر شيء ما ليست صفقة كبيرة، فإن هذا يرسل رسالة إلى الأشخاص ذوي الدخل المنخفض».

وعن كيفية التغلُّب عن تلك الأزمة: التفكير جيدًا في كيفية التعامل مع قصة ما والرسائل التي ترسلها إلى الأشخاص ذوي الدخل المحدود.

وضع أودواي عددًا من الأسئلة يجب أن يسألها الصحفيون لأنفسهم، يقول: «عند تغطية أي موضوع، اسألوا أنفسكم هذه الأسئلة: هل أقوم بوضع افتراضات موضوعية؟ هل هذا النهج أو اللغة التي أستخدمها تهين أو تحط من قدر الأشخاص الذين يعانون حاليًا من الفقر أو عانوا منه في الماضي؟ هل أقوم بتغطية هذا الموضوع كما لو أن الأفراد ذوي الدخل المنخفض يقرأون أو يستمعون أو يشاهدون؟ هل أعامل الأشخاص ذوي الدخل المنخفض كما لو أنهم جزء مهم بنفس القدر من جمهوري؟».

الصعوبات الاقتصادية

من المهم أن يتجنّب الصحفيون إهمال وجود أشخاص يعانون من صعوبات اقتصادية، ويكون ذلك بإعطاء الأولوية في الصحافة للناس، يقول براينت: «من الضروري عند الإبلاغ عن المجتمعات المهمشة أو المستضعفة تاريخيًا، أن نسأل أنفسنا دائمًا عمّن نتحدث عندما نبلغ عن قصة ونفكر فيما إذا كان نهجنا أو العرض الذي نتبعه يستغلهم أو يجردهم من إنسانيتهم ​​أو يسلبهم قوتهم كعوامل نشطة في قصصهم الخاصة».

مصطلحات يجب تجنّبها

يجب على الصحفيين تجنُّب بعض المصطلحات مثل شخص فقير، أو غارق في الفقر، يقول أوردواي: «هذه الكلمات تجعل الفقر يبدو وكأنه مرض أو بلاء؛ بل إنها تهين وتعزز الصور النمطية».

وعن كيفية التغلُّب على تلك النقطة يقول أوردواي: «يجب استخدام الكلمات التي تنقل بوضوح المعلومات المحددة التي تريد قولها، عند وصف مجتمع ما، أخبر جمهورك بما تراه وتسمعه، اعتمد على إحصائيات محددة بدلاً من الملصقات أو العبارات».

الإشارات الغامضة

يجب على الصحفيين حين تغطية قضية من قضايا الفقر أن يبتعدوا عن استخدام الكلمات المعقدة والإشارات الغامضة دون داعٍ.

يقول أوردواي: «عندما يعتمد الصحفيون على الكلمات والمصطلحات المعقدة، أو يقدموا مراجع تاريخية وأدبية غامضة، فإنهم يجعلون من الصعب على الجميع فهم الأخبار، والحصول على نفس إمكانية الوصول إليها».

وعن حل هذه الإشكالية؛ فيجب تقديم المحتوى في الصورة التي يفهمها الجميع من دون تعقيد، ومن الضروري أن يكون لديك فهم قوي للقضايا التي تغطيها من أجل الكتابة عنها بطريقة مباشرة، كما لا يمكنك ببساطة ترديد التفسيرات والأوصاف التي يقدمها المسؤولون الحكوميون والأكاديميون مثل ببغاء.

تجنُّب ربط الفقر بالعادات

يجب على الصحفيين تجنُّب ربط الفقر بعادات معينة، أو خيارات نمط الحياة أو البرامج التلفزيونية، يقول براينت: “استخدام تفاصيل معيّنة لا علاقة لها بالقضية أو بالعادات وغيرها، يتم التركيز عليها بشكل مبالغ فيه عن طريق نطق بعض الكلمات التي يقولها هؤلاء الأشخاص”.

والتغلب على هذا الأمر؛ يكون بتضمين التفاصيل التي لها معنى للشخص الذي تقوم بتناول قصته، يوضح براينت: «التفاصيل التي تحدد المشاهد والظروف مهمة، لكن القصص التي تسهب في التفاصيل التي تشير إلى الصورة النمطية، وليس النطاق الكامل لحياة الشخص، تؤدي فقط إلى نزع الصفة الإنسانية بدلاً من خلق رابط بين الجمهور والشخص».

تصوير الفقر على أنه يأس فقط

يقول براينت: «”في بعض الأحيان لا يمكن للقصص أن تغطي هذا النطاق بسبب تركيز أو نطاق معين، ولكن إذا كانت التغطية الإجمالية للفقر في غرفة الأخبار الخاصة بك، تركز بشكل كبير على المأساة، فإنك تفقد جزءًا من القصة».

ويمكن مواجهة هذا الأمر، بمساعدة الجماهير على فهم أن الأشخاص الذين يعيشون في الفقر، لديهم تجارب متعددة الأبعاد.

يقول أوردواي: «إحدى أفضل النصائح التي أقدمها للصحفيين الأقل خبرة هي: قضاء الكثير من الوقت مع أشخاص مختلفين تمامًا عنك – أشخاص قد يجعلونك غير مرتاح إلى حد ما، فهذه نصيحة جيدة للصحفيين على جميع المستويات لأنها تشجعهم على معرفة المزيد عن أولئك الذين لديهم تجارب حياتية مختلفة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى