للصحفيين العلميين.. إليكم دليل كشف العلم الزائف!
إعداد: فريق دار الإعلام العربية
لا يقل دور الصحفي العلمي أهمية عن الدور الذي يؤديه العلماء، إذ يقوم بمهمة نقل وتبسيط الأبحاث العلمية إلى عموم الناس، والتصدي لهذه المهمة يستلزم الحذر وتجنب العلم الزائف الذي ينتشر بشكل واسع في وسائل الإعلام العالمية، ولا سيما في منطقتنا العربية.
ويُعرَّف العلم الزائف بأنه: معلومات يتم تقديمها على أنها علم إلا أنها لا تتبع المنھج العلمي، فهي معلومات تفتقر للدليل العلمي القائم على التجربة، وغير قابلة للإثبات أو الاختبار بشكل موثوق، وتفتقر إلى دعم المجتمع العلمي، وتنطوي على الكثير من الادعاء والمبالغة.
في كتابه العلم الزائف أورد بن جولديكر عشرات من القصص الصحفية العلمية الزائفة التي تورطت وسائل إعلامية كبرى في نشرها مثل: “ذي إندبندنت” و “ديلي ميل”، و”ذا تليجراف” و”بي بي سي”، ومن أطرف هذه القصص ما نشر في صحيفة صن «تقرير تطوري» ثوري أصدره د. أوليفر كاري، وهو منظِّر تطوري من مركز أبحاث داروين في كلية لندن للاقتصاد. وتُعتبر القصة نموذجًا كلاسيكيًّا على هذا النوع من القصص.
ملخص القصة المزيفة: “بحلول عام ٣٠٠٠، سيبلغ طول الرجل العادي نحو ١٩٥ سنتيمترًا، وسيكون لون بشرته بلون القهوة، وسيعيش ١٢٠ عامًا، مثلما تتنبأ البحوث الجديدة. لا تتوقف الأخبار الطيبة عند هذا الحدِّ فقط. سيُسَرُّ الرجال كثيرًا عند معرفة أن أعضاءهم الذكرية ستكون أكبر حجمًا، وستكون أثداء النساء جذابة أكثر”.
عُرِض هذا الخبر باعتباره «بحثًا جديدًا» في جميع الصحف البريطانية تقريبًا. في حقيقة الأمر، كان مجرد مقال خيالي من منظِّر سياسي في كلية لندن للاقتصاد. وفنّد جولديكر خطأ منطق هذا الطرح، وعديد من القصص الأخرى مثل التنجيم، ونظرية الأرض المسطحة، وتسبب اللقاحات في التوحد، والعديد من العلاجات البديلة والمكملة، والإعجاز العلمي للنصوص الدينية من الأمثلة الواضحة للعلم الزائف.
الكشف عن العلم الزائف
لتجنب السقوط في فخ هذه النوعية من القصص الزائفة، طور الكاتب العلمي الأمريكي مايكل شيرمر -رئيس تحرير مجلة المُتَشَكِّك – عُدَّة الكشف عن الهُراء ” Kit Detection Balone”، ولخصها في 10 أسئلة تكشف الادعاءات التي يمكن وصمها بالعلم الزائف، ضمنت هذه الأسئلة في كتيب كيف تصبح صحفيًا علميًا، الذي أعدّه في المجلس الثقافي البريطاني في القاهرة.
عُدَّة الكشف عن الهُراء:
1 .ما مدى مصداقية مصدر الادعاء؟
2 .هل يُقدم هذا المصدر العديد من الادعاءات المماثلة؟
3 .هل تم التحقق من الادعاء من قبل مصدر مستقل آخر؟
4 .هل يتناسب الادعاء مع المعرفة العلمية الموجودة بالفعل؟
5 .هل تمت محاولة دحض الادعاء، أم تم اعتبار الأدلة الداعمة فقط؟
6 .هل يشير ترجيح الأدلة إلى صحة هذا الادعاء أم إلى استنتاج مختلف؟
7 .هل يُستخدم مصدر الادعاء أدوات البحث العلمي وقواعد المنطق، أم لم يتم الاعتماد عليها واللجوء لوسائل أخرى لإثبات الادعاء؟
8 .هل يقدم مصدر الادعاء تفسيرًا للظواهر المرصودة أم أنه ينكر فقط التفسير القائم؟
9 .إذا قدَّم مصدر الادعاء تفسيرًا جديدًا، فهل يفسر العديد من الظواهر كالتفسير القائم أم لا؟
10 .هل المعتقدات الشخصية وتحيزات مصدر الادعاء هي الدافع وراء الاستنتاجات، أم العكس؟
إرشادات الدراسات الحديثة
ثمة ارشادت أخرى يقدمها معهد جوته في دليل الصحافة العلمية، يجب أن يتبعھا الصحفيون كي يطمئنوا قبل الكتابة عن إحدى الدراسات الحديثة التي نشرت في الدوريات العلمیة:
- يجب مراجعة السیرة الذاتیة للباحثین وعدد البحوث السابقة التي نشروھا
- مراجعة اسم المجلة العلمیة ومدى شھرتھا وفقًا لعدة معايیر:
- ھل الدورية قديمة ولھا تاريخ في النشر؟
- ھل الدورية مفھرسة ولھا ترتیب مقارنة بالدوريات الأخرى؟
- ھل تصدر بصفة دورية؟
- ھل لھا لجنة من العلماء لمراجعة وتقییم البحوث قبل النشر؟
- ھل للدورية معامل تأثیر وفقا لعدد الدراسات التي تنشرھا وتم الاستشھاد بھا؟
كل تلك الأسئلة يجب أن يسعى الصحفي للإجابة علیھا، كما يمكنه توجیه ذات الأسئلة للباحث والذي بالتأكید سیدعمه إذا ما كان يطبق المنھج العلمي في دراساته. كما يجب أيضا أن يستعین المحرر بباحثین مستقلین – لم يشاركوا في كتابة الدراسة – وذلك لتقییم أھمیة البحث بشكل موضوعي.
مفاتيح هامة
يمكن معرفة معامل التأثير لدورية علمية من خلال:
https://www.scipublication.org/
يمكن إيجاد نسخ أولية للأوراق البحثية من خلال:
يمكن متابعة حالات التراجع عن نشر الأوراق البحثية من خلال:
يمكن البحث عن الأوراق البحثية اليت تم الرتاجع عن نشرها من خلال:
http://retractiondatabase.org/RetractionSearch.aspx
يمكن الاطلاع على قائمة الدوريات الاستغلالية أو الزائفة من خلال:
https://predatoryjournals.com/journals