كيف يمكن للصحفيين بناء الثقة مع مصادرهم؟
إعداد: فريق دار الإعلام العربية
في ظل عالم مضطرب تضربه الأوبئة والحروب وأزمة المناخ، تتزايد الحاجة لوجود صحافة مهنية تسهم في زيادة الوعي بكل ما يحدث من حولنا، خاصة مع زيادة الأخبار المزيفة، التي تنتشر بكثافة على المنصّات الاجتماعية، ما يؤدي إلى تراجع الثقة في الأخبار بشكل عام.
ومن دون علاقة جيدة بين الصحفيين ومصادرهم يصعب إنتاج محتوى صحفي يحظى بالجودة والأصالة، لذا نستعين بنصائح قدمتها الصحفية جينيفر سيزلاند التي تتمتع بخبرة 12 عاماً في مجال الإعلام قضة تسعة منها في هيئة الإذاعة البريطانية.
وحدَّدت سيزلاند عدد من النصائح لـ شبكة الصحفيين الدوليين تسهم في تعزيز بناء علاقات جيدة بين الصحفيين ومصادرهم، وجاءت كالتالي:
الشفافية
بالنسبة للبعض، لن يكون المحتوى الذي ستقدمه وتوجهاته أمرًا مهمًا، ولكن بالنسبة لبعض المصادر، سيؤثر ذلك على قرارهم بالتحدث إليك، إلى الحد الذي قد يدفعهم لرفض المشاركة في قصتك من الأساس، خاصة أن بعض الموضوعات تكون ذات طابع سياسي أكثر من غيرها، لذا قد يرغب المصدر في معرفة تفاصيل واضحة عن قصتك وتوجهاتها ليكون على دراية بالجمهور الذي سيتحدث إليه.
شارك أعمالك
يمكن تقديم قائمة للمصدر بأهم أعمالك، والتي توضح الطريقة التي تتعامل بها مع مصادرك، لأنه من الصعب التحكم في الأعمال التي تصعد في قمة قائمة محركات البحث عندما يبحث المصدر عن اسمك، لذا من المهم أن تقوم بإعداد القائمة بنفسك، وترتيبها وفقًا للأولية.
معالجة المخاوف
يعتقد الناس أن الصحفيين هم عادةً من يطرحون الأسئلة، لكن هذا لا يعني أن الصحفي فوق الإجابة على تساؤلات المصادر وطمأنتهم، فمن الوارد أن بعض المصادر لا تفكر في مشاركة مخاوفهم، إذا كانوا مترددين، فاطلب منهم إخبارك بأسبابهم حتى تتمكن من تهدئة عقولهم.
كُن صبورًا
يجب أن تعرف أن إذا ما قرر أحد المصادر عدم التحدث إليك على الفور أنه لن يتحدث أبدًا، اقض بعض الوقت في تعزيز العلاقة حتى يعرف المصدر أنك ستكون موجودًا إذا غيّر رأيه وقرر المشاركة في المستقبل، فالانتظار يكشف أنك على استعداد لإنتاج قصة متوازنة سيكون لها وزن حقيقي.
اشرح زاوية قصتك
قد تبدو زاوية قصتك واضحة لك، لكن إعطاء وصف غامض للمصادر قد يعني أنهم سيصابون بصدمة لاحقًا إذا قرأوها ووجدوا أن الزاوية ليست كما يتوقعون. كما كتب أيدن وايت في كتابه “الأخلاق عند المصدر”: كما يتعين على الصحفيين تقييم مدى ضعف المصادر أو قوتها كمقدمين للمعلومات، يجب أن يشرحوا طبيعة عملهم الصحفي ولماذا يغطون القصة .
تعكس رأيهم
قد لا يمكنك استخدام كل اقتباس يقدمه لك المصدر، لكن من الضروري التأكد أن الاقتباسات التي تحددها تمثل تعبيرًا دقيقًا عن آرائه. وهذه الممارسة المنضطبة تبني الثقة. هذا يتطلب طرح أسئلة جيدة وأن تكون أنيقًا ومتجاوبًا وصادقًا.
كُن محترفًا ولكن متعاطفًا
قد لا تتفق دائمًا مع أحد المصادر المشاركة في قصتك، وقد تتعرض سلامتك للخطر إذا وافقت على شيء يهدد حيادك، ومع ذلك، يجب أن تسعى جاهدًا للبقاء منفتحًا ومتعاطفًا.
وفي هذا الصدد تقول محاضرة الصحافة أنتجي جلوك في مرصد الصحافة الأوروبية إن التعاطف ضروري لـ “رأس المال العاطفي” لأنه يمكن أن يساعد في “فهم الحالة العقلية والعاطفية للآخرين”. من المهم طرح أسئلة مفتوحة والاستماع بفاعلية إلى مصادرك حتى يشعروا أنه قد تم سماعهم بالفعل.
تذكر واجباتك جيدًا
هناك العديد من الأشياء التي يجب عليك القيام بها قبل نشر مقالتك للتأكد من أن مصادرك لا تشعر بالتخلي عنها أو التشويش عليها عند نشر القصة.
* إذا تغيرت زاوية القصة، فأبلغ المصادر حتى يكونوا على دراية قبل النشر.
* إذا كنت لا تزال تعمل على قصتك، وحدث هناك أي تطورات، تحقق من مصادرك قبل النشر.
* أخبر مصادرك أنه يمكنهم التحدث معك حول التطورات حتى يثقوا بك.
* كن على دراية بالمنظمات ذات السمعة الطيبة التي يمكنها مساعدة مصادرك.
ثمة قاعدة مهمة غالبًا ما يستشهد بها الصحفيون، لكن يجدر بنا تكرارها هنا: من الضروري حماية مصادرك، في النهاية، لا يمكنك سرد قصة شخص بدونهم، فمن المهم أن تدرك أنه إذا كانت القصة تؤثر على حياتهم، فقد يكونون عرضة للخطر من خلال التحدث إليك. إنهم يساعدونك ومن المهم أن تتذكر ذلك. كلما كنت أكثر صدقًا وأصالة في نواياك، زادت احتمالية ثقتهم بك.